26من سبتمبر يوم قطع العلاقات التونسية الليبية

26من سبتمبر يوم قطع العلاقات التونسية الليبية

سبتمبر 26, 2022 - 11:03
القسم:

بورقيبة,القذافي

يوافق اليوم (26 من سبتمر) إعلان تونس قطع العلاقات الدبلوماسية مع ليبيا ، بعد قيام "القذافي" بافتعال أزمات في تونس؛ بسبب فشل إعلان تجربة الوحدة عام (1974) بين البلدين.

كانت العلاقات الليبية التونسية قبل انقلاب "معمر القذافي" في (سبتمبر عام 1969)، تتّسم بالهدوء والاستقرار النسبي لكن الوضع انقلب مع حلول السبعينات عقب الانقلاب على النظام الملكي في ليبيا.

حاول "القذافي" بطرق مختلفة اللقاء بالرئيس التونسي "الحبيب بورقيبة" في جزيرة جربه التونسية لإعلان الوحدة الاندماجية بين البلدين ، لكنها لم تدم أكثر من 48 ساعة؛ بسبب تدخل فرنسا و رئيس وزراء تونس "الهادي نوية" وأعلنوا إجهاض هذا المشروع، وطلب "القذافي" وقتها تعيين "زين العابدين بن علي" وزيرًا لداخلية الدولة الجديدة، وتذكر مصادر متطابقة أن "بورقيبة" رد عليه قائلًا "لم أثق في حياتي بعسكري، والمرة الوحيدة التي وثقت بها بعسكري خلعني".

فشل الإعلان أصاب القذافي بصدمة كبيرة تولد عنها ردود فعل مزاجية؛ فطرد أكثر من أربعة عشر ألف عامل تونسي من ليبيا سنة (1976)، ثم دخل الطرفان في حرب إعلامية.

 واشتدت الأزمة بين البلدين خاصة بعد اتهام الحكومة التونسية للقذافي بدعم الاتحاد العام التونسي للشغل أثناء الإضراب العام الذي نظمته تلك المنظمة في شهر (يناير 1978)، واستمرت الأزمة بين الطرفين وبلغت ذروتها بعد اتهام الحكومة التونسية النظام الليبي بمساندة وتمويل التمرد المسلح الذي قامت به مجموعة تونسية مسلحة ذات توجهات قومية بمدينة قفصة التونسية في( يناير 1980).

 وما إن هدأت العلاقة إثر لقاء بورقيبة و القذافي في (أغسطس 1983) حتى تأزمت من جديد بين الطرفين على خلفية "انتفاضة الخبز" التي انطلقت أواخر (ديسمبر عام 1983 وبداية 1984)، وذلك بعد أن اتهمت بعض الأوساط التونسية شبه الرسمية "عناصر محركة" تسكن المناطق المحاذية للحدود الليبية التونسية والمتأثرة بالخطاب "القومي" للنظام الليبي، بالمسؤولية عن هذه الأحداث.

 فاستخدم "القذافي" نفس السلاح، وهو طرد ثلاثين ألف عامل تونسي (أغسطس 1985) بهدف الضغط على حكومة "محمد مزالي"، ومضاعفة الأزمة الاجتماعية في البلاد؛ مما حدا بالدولة التونسية إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع ليبيا (26 سبتمبر 1985)، ثم استفحلت الأزمة بعد تحليق الطيران العسكري الليبي في الأجواء التونسية لعدة مرات بالتوازي مع رفض الحكومة التونسية التنديد بالعدوان الذي شنته الطائرات الأميركية على ليبيا واستهدف مقر إقامة القذافي في (إبريل 1986).