مليشيات حفتر تمتهن سرقة الآثار وبيعها

مليشيات حفتر تمتهن سرقة الآثار وبيعها

فبراير 15, 2022 - 12:33
القسم:

آثار مهربة

كشف تحقيق أجرته صحيفة "العربي الجديد" عن عمليات تنقيب أثرية ونبش في الآثار تقوم بها مليشيات خليفة حفتر، ليعرض ما يجدونه للبيع عبر صفحاتهم على موقع "فيسبوك".

وبحسب ما أكده شهود للصحيفة فإن عمليات النبش مستمرة للمواقع الأثرية في منطقة كرسة غرب مدينة درنة، من قبل مسلحين يستقلون سيارات تحمل شارة سرية تابعة لمديرية أمن درنة.

وقال الشاهد أبوبكر الغيثي للصحيفة: "المرة الأولى، شاهدت 6 مسلحين من السرية يحملون آلات ومعاول ويقومون بالحفر بالقرب من المنطقة التي أعيش فيها، منتصف يناير الثاني 2021، اقتربت من المسلحين، وسألت أحدهم عما يحدث، "في حماية الجيش"، هكذا رد، لكني عرفت لاحقاً من خلال أصدقاء بتكرار الأمر في وادي مرقص (الإنجيل)، والأثرون بالجبل الأخضر شمال شرقي ليبيا، بحثاً عن الآثار".

كما وصف السنوسي عطية، عضو جمعية إحياء التراث الليبي التي تأسست في بنغازي عمل مصلحة الآثار والشرطة السياحية بـ "الشكلي"، بسبب القبضة الحديدية لمليشيات حفتر والتي لا يمكن لأي جهة مجابهتها.

وبحسب التقرير فإن "فيسبوك" يعد المنصة الأبرز للعرض والطلب على الآثار الليبية المنهوية وفق ما وثقه معد التحقيق، ويؤكده تقرير الجمعية الأميركية للبحوث الخارجية (ASOR)، الصادر في 31 ديسمبر 2020، بعنوان "حالة التجارة غير المشروعة والنهب للآثار الليبية 2011-2020"، موضحاً أن "الليبيين استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي كسوق لبيع الآثار الليبية وأن بعضهم يعرض قطعاً أثرية للبيع على صفحاتهم الشخصية".

ومن بين القطع الأثرية التي وثق التقرير الذي شارك فيه خبراء ليبيون، وأعد بدعم من المكتب الخارجي لسفارة الولايات المتحدة في ليبيا، صورة فسيفساء نشرها مستخدم في 25 يناير 2020، ضمن مجموعة على "فيسبوك" لتهريب الآثار تضم أكثر من 453 ألف عضو. 

وطلب المنشور استفسارات حول ما إذا كان الاكتشاف علامة على وجود كنز، وكانت الردود الأولى بأن ألواح الفسيفساء نفسها كنز، وعليه أن يحرص على عدم كسرها.

وتكشف معلومات الملف الشخصي العام للمذكور أن موقعه بنغازي وصورة ملفه الشخصي تظهره بالزي العسكري، وتشير "الإعجابات" في ملفه الشخصي إلى الدعم لقوات حفتر. وقد تكون هذه البيانات تشير إلى أن كاتب هذا المنشور هو عضو في مليشيات حفتر، بحسب التقرير.

كما تمكن معد تحقيق الصحيفة من توثيق صفحتين على "فيسبوك" تعرضان لقى أثرية للبيع، الأولى عرض فيها صالح اسويري وهو ضابط بأركان البحرية التابعة لقيادة مليشيات حفتر، قطعاً نقدية قديمة، على صفحة خاصة تحمل اسمه. 

والثانية تحمل اسم "بيع وشراء تحف وآثار قديمة في بنغازي" نشر فيها، شريف المسماري، يعرف نفسه بأنه عنصر في القوات الخاصة بمليشيات حفتر وينشر صوراً أثناء مشاركات قتالية، صورة إبريق أثري للبيع، يقول إن تاريخه يعود إلى ما قبل 800 سنة. 

وعرض معد التحقيق المقتنيات الأثرية التي عرضها الضابط اسويري، على الخبير الكاتب، فأبدى ملاحظات أولية تشير إلى كونها أصلية وتعود للفترة الرومانية.

ويتم تهريب الآثار الليبية عبر الموانئ، وفق ما وثقه معد التحقيق، عبر محادثة مع موظف في قسم المناولة والتخزين بميناء بنغازي، طلب تعريفه بأحمد زين، حتى لا يكشف هويته الحقيقية ويتعرض لمخاطر أمنية، مؤكداً أن لديه القدرة على المساعدة في تهريب أي قطعة أثرية من خلال توصيلها إلى متن سفن بميناء بنغازي، حسب ما قاله للصحيفة.

وزود زين معد التحقيق عبر تطبيق "فايبر"، بصور للقى أثرية تم تهريبها، منها سيف عليه نقوش إسلامية، ومخطوطة لمصحف، ومخطوطة باللغة العبرية مع حافظتها الخشبية.

وعرض معد التحقيق تلك الصور على الخبير جمال الكاتب، والذي أكد بشكل أولي أن السيف يعود للفترات العثمانية في ليبيا بحسب نقوشه، أما المخطوطات فلا يمكن معاينتها من خلال الصور، إذ يتطلب الأمر معرفة نوع الورق والأحبار المستخدمة في كتابتها.