حر وغرق وجفاف وفيضانات وأعاصير … تغير المناخ يحاصر العالم
ستواصل هذه التغيرات منحاها التصاعدي في المستقبل لتزيد من تأثيرها على حياة الإنسان، عبر زيادة تواتر العديد من الظواهر الجوية والمناخية المتطرفة.
أكد تقرير الأمم المتحدة حول المناخ الصادر مؤخراً أن التغيرات المناخية أصبحت سريعة ومكثفة وواسعة الانتشار.
وستواصل هذه التغيرات منحاها التصاعدي في المستقبل لتزيد من تأثيرها على حياة الإنسان، عبر زيادة تواتر العديد من الظواهر الجوية والمناخية المتطرفة.
إليك أهم هذه الظواهر الكارثية المرتبطة بالتغير المناخي وكيفية تأثيرها على حياتنا في المستقبل:
تواصل ارتفاع درجات الحرارة
يؤكد التقرير أن مستوى الانبعاثات المستقبلية للغازات المسببة للدفيئة بسبب الأنشطة البشرية، سيحدد مدى الارتفاع في درجة الحرارة وشدة تغير المناخ في المستقبل والمخاطر المرتبطة به في المستقبل.
وإذا تواصل هذا الارتفاع فإن تداعياته على دورة الماء الطبيعية وعلى الغطاء النباتي والمحيطات سيكون كارثياً، من خلال ارتفاع وتيرة ذوبان الثلوج وارتفاع مستوى البحر وموجات الحرارة الشديدة والجفاف والأمطار الغزيرة والأعاصير المدارية والفيضانات.
ارتفاع سطح البحر وغرق السواحل
يرتفع مستوى سطح البحر لأن المياه تتمدد قليلاً عندما ترتفع درجة حرارتها، ولكن أيضاً بسبب ذوبان الأنهار الجليدية الجبلية والصفائح الجليدية القطبية بفعل الاحترار العالمي التي تضيف كميات هائلة من المياه إلى المحيطات.
وسيتعين على العديد من الأشخاص مغادرة منازلهم المشيدة في مناطق قريبة من السواحل، لكن العدد سيختلف اعتماداً على كيفية تصرفنا، من خلال تقليل الانبعاثات العالمية وتحسين الدفاعات ضد ارتفاع مستوى البحر.
حر وجفاف وحرائق أكثر تواترا
ووفقاً للتقرير، فقد شهدت جميع المناطق في العالم تقريباً خارج المناطق القطبية ارتفاعاً في موجات الحرارة الشديدة منذ الخمسينيات، وأصبحت هذه الظواهر تحدث بوتيرة أسرع بـ5 مرات أكثر مما كانت عليه بين عامي 1850 و1900.
كما أدى الاحترار إلى تفاقم الجفاف في بعض مناطق العالم، فحالات الجفاف التي حدثت في السابق مرة واحدة فقط كل عقد، أصبحت الآن أكثر تواتراً بنسبة 70% مما كانت عليه في حقبة ما قبل الصناعة.
أعاصير وفيضانات أشد
وبالتوازي مع ذلك، اعتبر التقرير أن العواصف والفيضانات الشديدة هي مشكلة متنامية أخرى، فما كان يحدث في السابق من أمطار غزيرة بمعدل مرة واحدة في كل عقد من الزمان أصبح اليوم أكثر تواتراً بنسبة 30%.
وفيما يخص الأعاصير المدارية، من المتوقع أن تزداد نسبة العواصف الكبرى (مرتبة من الفئة 3 أو أعلى) في المستقبل، مما يعني أنها تزداد قوة مع مرور الوقت.
تداعيات أخرى كارثية
مع الاحترار العالمي وتغير أنماط هطول الأمطار وتواتر موجات الجفاف، تؤكد الدراسات العلمية أن أنواع عديدة من الكائنات الحية النباتية والحيوانية ستتعرض لخطر الانقراض في المستقبل.
وقدرت منظمة الصحة العالمية عدد الوفيات بسبب التغيرات المناخية بحوالي 529 ألفاً عام 2050، وسيكون ملياران من البشر عرضة لأمراض متعلقة بهذه التغيرات، كما سيعاني 600 مليون آخرون من سوء التغذية عام 2080.